أعلنت الحكومة المصرية في منتصف يونيو 2025 توقيع اتفاقيتين تمويليتين مع الشركة النرويجية سكاتك (Scatec) لإنشاء مشروعين كبيرين للطاقة النظيفة. يشمل الاتفاق الأول مشروع محطة «أوبيليسك» للطاقة الشمسية بقدرة إجمالية 1.1 غيغاواط، إلى جانب نظام تخزين بالبطاريات. كما شمل الاتفاق الثاني توقيع عقد شراء طاقة لمزرعة رياح بقدرة 900 ميغاواط في منطقة خليج السويس.
وتُقدّر الاستثمارات الكلية للمشروعين بأكثر من 1.6 مليار دولار أمريكي. وتأتي هذه المشروعات ضمن خطة مصر الطموحة لتعزيز الطاقة المتجددة والوصول بنسبة مساهمتها إلى 42% من إجمالي الطاقة المنتجة بحلول عام 2030.
مشروع «أوبيليسك» للطاقة الشمسية والتخزين يقع مشروع «أوبيليسك» في منطقة نجع حمادي بمحافظة قنا في صعيد مصر، ويُعد من أضخم المشاريع الشمسية في أفريقيا والشرق الأوسط. تبلغ قدرته 1.1 غيغاواط من الطاقة الشمسية، مزودة بمنظومة تخزين باستخدام البطاريات بسعة 100 ميغاواط / 200 ميغاواط-ساعة.
وقد تم الإغلاق المالي للمشروع في يونيو 2025، بتمويل دولي تقوده مؤسسات مثل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD)، والبنك الأفريقي للتنمية (AfDB)، ومؤسسة تمويل التنمية البريطانية (BII).
تبلغ المرحلة الأولى من المشروع 561 ميغاواط مع بطاريات التخزين، وتدخل الخدمة في النصف الأول من 2026. أما المرحلة الثانية بقدرة 564 ميغاواط فمن المقرر تشغيلها في النصف الثاني من 2026. ستبيع الشركة المنتجة الكهرباء إلى الحكومة المصرية بموجب عقد مدته 25 عاماً.
مشروع الرياح في خليج السويس في المشروع الثاني، تم توقيع اتفاق لبناء مزرعة رياح في منطقة رأس شيخير بخليج السويس بقدرة إنتاجية تصل إلى 900 ميغاواط. وستنفذه شركة “شادوان لطاقة الرياح”، التابعة لسكاتك. المشروع يُعد من الأكبر في الشرق الأوسط، وتُقدر استثماراته بنحو مليار دولار. تم توقيع عقد شراء طاقة لمدة 25 عاماً بالدولار الأمريكي مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء. حالياً تجري الدراسات والمسوح الخاصة بقياسات الرياح، ويُتوقع بدء الإنشاءات بعد إغلاق مالي نهائي يُنتظر خلال عام 2026.
دعم لاستراتيجية مصر في الطاقة المتجددة تأتي هذه المشروعات ضمن إطار استراتيجية مصر 2030 للطاقة، والتي تستهدف رفع نسبة الطاقة المتجددة إلى 42%، وخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وتوفر هذه المشروعات نماذج مبتكرة في الربط بين الطاقة الشمسية والتخزين، بما يتيح استقراراً في إنتاج الكهرباء، وتقليل الانقطاعات، وتوفير الطاقة النظيفة لأكثر من مليون منزل مصري.
الأثر المحلي والتنمية المستدامة سيكون لهذه المشروعات أثر كبير على فرص العمل والتنمية في المجتمعات القريبة، حيث توفر آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة في أثناء البناء والتشغيل. كما يتضمن مشروع «أوبيليسك» برنامجًا تدريبيًا يركز على تأهيل الشباب والنساء في مجالات الطاقة المتجددة، بدعم من المؤسسات الدولية الممولة.
على الصعيد البيئي، تسهم هذه المشروعات في خفض الانبعاثات الكربونية بما يزيد عن مليون طن سنويًا، وتحسين جودة الهواء، والحد من التغيرات المناخية، ما يجعلها ركيزة مهمة في مسار مصر نحو التنمية المستدامة