
ابراهيم الغنام خبير اللغة العربية يكتب : ثقافة الغرب وسوء التربية المتهم الاول فى سوء اخلاق الطلاب
بقلم – ابراهيم الغنام خبير اللغة العربية
هل ساءت أخلاق الطلاب بسبب إهمال التربية داخل البيوت؟ أم بسبب ثقافة الغرب التي غزت بيوت المصرين خاصة والعرب عامة بقصد وبدون قصد ؟ تساؤلات كثيرة قد طفت على الساحة بسبب تدهور أخلاق نسبة كبيرة من طلاب مصر ،وخاصة التعليم قبل الجامعي ،، فنحن المعلمين في مصر نعاني ونقاسي الأمرّين من عدم احترام المعلم.
روى البخاريّ عن ابن عمر قال : قال قال رسول الله _ صلّى الله عليه وسلم _ :
( إنّ من خياركم أحاسنكم أخلاقاً) ، وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم :
( إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ، ولا ننسى قول أمير الشعراء ” أحمد شوقي “: إنما الأمم الأخلاق مابقيت … فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا .
لقد عنى كثير من المربين المسلمين بالكتابة عن أخلاق الطلاب وواجباتهم ومن المؤلفين من خصّص لهذا الموضوع حيزًا كبيرًا في كتبه ومباحثه ، وسأقتبس من المصادر المتعددة موجزًا أورده فيما يلي …
قال ” الإمام الغزالي ” رحمه الله :
[ على الطالب أن يكون طاهر النفس عن رذائل الأخلاق ومذموم الصفات ، فطهارة النفس وحسن الأخلاق أساس للنبوغ في العلم ، وربما حصل رديء الأخلاق على العلم غير أنّه لن ينتفع به ، ولذلك فكأنه لم يحصله ، وعلى الطالب ألّا ينوي بطلب العلم إقبال الناس ، ولا استجلاب حطام الدنيا ]
فقد قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم :
( لا تتعلموا العلم لتباهوا به العلماء ، ولتماروا به السفهاء ، ولتصرفوا به وجوه الناس إليكم ) بل يكون المقصود إزالة الجهل عن نفسه وعن سائر الجهال ، وطلب الثواب من الله تعالى على علمه ..وكذلك يجب على طالب العلم أن يقدم كل الاحترام والتبجيل لمعلميه ، وعليه أن يأخذ العبرة والعظة من السلف الصالح ، فها هو
” الإمام الشافعي” _رضي الله عنه _ يقول :
( كنت أقلب الورق بين يديّ ” مالك ” تقليبًا رقيقًا هيبة أن يسمع وقعه ) ،،
وقال آخر :
( والله ما أجترأت أن أشرب الماء
و ” الشافعيّ” ينظر إليَّ هيبةً منه ) ،، ويعدد ” الزرنوجيّ ”
بعض آداب الطالب مع أستاذه فيقول : [ يجب ألا يمشي الطالب أمام أستاذه ، ولا يجلس مكانه ، ولا يبتديء الكلام عنده إلا بإذنه ، ولا يكثر الكلام عنده ، ويمتثل أمره في غير معصية ] .. ومهما تقدّم الطالب وصّل العلم فحذارِ حذارِ أن يظن أنه وصل الغاية في تحصيل العلوم ،، وكما قال
” ابن المبارك ” :
( لا يزال المرء عالمًا ما طلب العلم فإن ظنّ أنه قد علم فقد جهل ) . وقال الشاعر :
إني رأيت الناس في عصرنا * لا يطلبون العلم للعلم
إلّا مباهاة لأصحابه * وعدة للغش والظلم،
وقال”صالح اللخميّ” :
تعلّمْ إذا ماكنت لست بعالم * فما العلم إلّا عند أهل التعليم
تعلّمْ فإنّ العلم أزينُ للفتى*** من الحُلَّة الحسناء عن التكلم
وأختمم إبراهيم أحمد الغنام خبير لغة عربية ثانوىّ
مقالتة بحديث صحيح للمعصوم صلّى الله عليه وسلم يبين فيه فضل ” العلماء على المتعلمين”
فعن ” عمر ” _رضي الله عنه _ ، عن ” النبيّ ” _صلّى الله عليه وسلّم _ أنه قال : ( على باب الجنة شجرة تحمل ثمارًا كثديّ النساء يخرج من تحتها عين ماء يشرب منها العلماء والمتعلمون مثل اللبن الحليب والناس عُطاش )
وأخيرًا أرجو من المولى عزّ وجلّ أن يهدي أبناءنا الطلاب بأن يقتدوا بالسلف الصالح ، وأن يكونوا خير خلف لخير سلف ، وأن يرفع راية مصر عزيزة خفّاقة ، ويعيد لها سابق مجدها وعزّها على أيدي شبابها ورجالها ، وأن يعيش المصريون في أمن وأمان ..
بقلم – إبراهيم أحمد الغنام
خبير لغة عربية ثانوىّ
بحطيط / أبوحماد / الشرقية